اكتشف جمال وروحانية رقصة السماع من خلال هذه اللوحة المصغرة الرائعة على ورقة أثرية عربية أصلية. يتميز هذا العمل الفني بتصوير مذهل لدرويش دوار، مصنوع بعناية بورق الذهب والغواش وألوان الأكريليك. بقياس حوالي ٢٤ سم × ١٥ سم، يجسد هذا القطعة جوهر تقليد مقدر بعمق.
التاريخ والأهمية لمراسم الدرويش الدوار:
مراسم السماع، المستوحاة من تعاليم مولانا جلال الدين الرومي (١٢٠٧ - ١٢٧٣)، هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والتاريخ التركي في قونية. ترمز إلى رحلة صوفية نحو الكمال (المعراج) وتجسد المبدأ العالمي للوجود كدورة من الثورات.
العلم الحديث يردد هذه الفكرة، كاشفاً أن كل شيء في كوننا يدور - من الذرات داخلنا إلى الأجرام السماوية أعلاه. بينما ندور في الحياة، نعكس هذا الإيقاع الأساسي، ونتبنى الترابط بين كل الخليقة.
تجسد مراسم السماع رحلة صوفية للصعود الروحي من خلال الحب والحقيقة والسعي نحو "الكمال". كل درويش دوار، يرتدي الزي التقليدي، يخلع عباءته السوداء، رمزاً لاستسلام الأنا، وينطلق في طريق النمو الروحي.
في الرقصة، يدور الدرويش بذراعين مفتوحتين - يده اليمنى موجهة نحو السماء لتلقي البركات الإلهية، بينما يده اليسرى تمتد لتشارك هذه الهدايا مع العالم. يمثل هذا الدوران الرشيق احتضان الإنسانية والالتزام بالحب والخدمة، متجاوزاً حدود المعتقد والطبقة والعرق.
احتضن التراث الغني للتقليد الصوفي مع هذا العمل الفني الجذاب، إضافة مثالية للمقتنين وعشاق الفن الإسلامي والروحانية.